مات وموته لم يكن في الحسبان
--------------------------------------------------------------------------------
مات وموته لم يكن في الحسبان
مات ولم يكن متوقع أن يموت ، رحل بدون سابق إنذار ، وقد كنا نتحاكى قبل موته بأيام كيف سيكون عندما يكبر، صعق الكل بموته الغير متوقع والكل أصبح يتسائل ماذا يمكن أن يكون سبب موت طفل لم يكمل السادسة من عمره، هل هو الهرم أم المرض ،
لقد كنت قبل موته بأيام ألاعبه وكان يأكل معنا وكان يجري بيننا ولم نعلم أبدا أن ملك الموت كلف بقبض روحه بعد أيام من هذا كنت أقول لأمه إبنك في السنة القادمة سيدخل المدرسة فقالت لي نعم وما علمت أنه سيدخل القبر ، لم أبكي حين أتت أختي بعد سفرنا في الإجازة بأيام تقول لي إبن جارتنا فهد مات ، قلت لها: نعم قالت: لقد مات ، فتركتها وغضبت منها وكنت أحسبها تكذب علي لأن الولد كان سليما ليس به نقش إبره ، ثم ذهبت لأمي فقلت أصحيح ماقالت منال فقالت :نعم ، فجلست مكاني متفاجئه أيمكن أن يباغت الموت لهذه الدرجه ، وبعد وهلة سألت ماذا حصل وكيف مات؟؟ سبحان الله (تعددت الأسباب والموت واحد) .
فقالت أمي مات بعد صلاة العشاء أي قبل ساعتان تقريبا من سماعي الخبر ، فقلت وكيف ؟؟ ، قالت أمه تبكي وتقول : أنه قبل موته بيوم أمسك القران وأحضر أختاه وهما أصغر منه
فقرأ مما يحفظ من السور الصغيرة وهما يرددان خلفه تقول فأتيته فقلت له يابني إذهب وأحضر لنا من البقالة كذا فقال لها ياأماه إني أخاف ظلمة الشوارع فقالت وهو راحل لظلمة القبر وفي اليوم الثاني أخذ ابن جاره وهو في مثل عمره فذهبا ليشتريا (شاورما) ثم وهما عائدان أتت سيارة (ونيت) فرفعته ثم وضعت برأسه على عمود كهرباء فتفشفش دماغه ولم يعد له ملامح فسبحان الله مابني في ست سنوات هدم في ست ثواني أو أقل
فيا ترى كم بقي لكم أخي واختي من حياتكم وكم في حياتكم من ست سنوات وهل أنتم صغار ولن تحاسبوا إذا متم وهل صليتم وهل صمتم وهل تصدقتم وهل قرأتم القرآن وهل فكرتم في ترك الغناء ياسامعه وهل ستنجون من عذاب القبر ومن نزع الروح وهل ستعيشون أبدا قال الله تعالى ( والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ ) وأسألوا الله أن يكتب لكم أخي واختي القارئون الهداية في هذه القصة
منقول